كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حفل تكريم وزراء حكومة "معاً للإنقاذ" في السرايا
الإثنين، ٢٠ كانون الثاني، ٢٠٢٥
إخوتي دولة نائب الرئيس، معالي السيدة الوزيرة والسادة الوزراء،
أهلا بكم في السراي الكبير، أهلاً بكم في بيتكم وبيت كل لبنان.
فرحي كبير بهذه الجمعة الطيبة، وإعتزازي أكبر أننا كنا حكومة "معاً للإنقاذ" وسنبقى بإذن الله عائلة في خدمة مجتمعنا ولبنان.
هذا الغداء التكريمي على شرف معاليكم، أردته جلسةَ محبّةٍ ووقفةً وجدانية، وتأكيدَ علاقةٍ أخويةٍ صافية صادقة مع فريق وزاريٍّ متنوع ونوعي.
أعتزُّ وأفتخر أننا عملنا معاً، وناضلنا معاً،على مدى ثلاث سنوات وخمسة أشهر، كانت من أدق وأقسى أزمنة الوطن وأكثرها كلفةً على مجتمعنا الطيب، الذي تحمَّل وزرَ الأزمات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، وعانى ويلات الحرب الإسرائيلية التدميرية، ودفع أرواحاً ودماءً غالية ثمناً لصموده.
معاً، واجهنا أزمات سياسية واسعة.
معاً تصدينا لأزماتٍ مالية وإجتماعية حادة، متراكمة منذ سنوات باندفاع وبمسؤولية وطنية، إنقاذاً للبنان .
معاً عملنا على معالجة هذه الصعوبات التي قاربت الكوارث.
معاً تكاتفنا لحلّ الكثير من معضلاتها. ومعاً سنبقى، في أي موقعٍ كنا، حريصين على كل حقٍ.
معاً تألّمنا من أجل الجنوب.
معاً دافعنا وناضلنا عن موقع لبنان وكرامته في المحافل الدولية، ومعاً سنبقى في خدمة لبنان.
واجبنا الدستوري والوطني، أتممناه بإقدامٍ ونقاء ضمير ورحابة صدر.
المسؤولية التي تحملناها معاً، عايشها الجميع وشاهدوا ظروفها ودقة مراحلها.
البعض شاهدنا نبذل ونضحي ونعاني. بعضهم شهد علينا، وبعضهم شهد لنا.
نحنُ بإيمان وثبات ورؤية مستقبلية نتطلع الى الثناء، فنقدرُّه ونشكرُ قائله، ونلتفتُ الى الإنتقاد، فنتنبَّهُ إليه ولا نُهمله.
السيدة الوزيرة،
السادة الوزراء،
كنا معاً وكل واحد منا عمل بجهد وإخلاص. نائب رئيس الحكومة كان دائم الحرص على وضع الأمور في نصابها. حضّر وأنهى مشاريع القوانين المتعلقة بالضريبة الموّحدة على الدخل وقانون المحاسبة العمومية وقانون الإصلاح الجمركي.
وزير الخارجية في حركة مستمرة، ولم يتوان لحظة عن إظهار وجهة النظر اللبنانية في مكانها، إن كان في موضوع النازحين وفي موضوع العدوان الإسرائيلي.
وزير الدفاع كان دائما عيناً على الجيش وعيناً على القانون.
وزير الداخلية أنجز الإنتخابات النيابية وتابع شؤون الأمن والبلديات.
وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية أقرت استراتيجية التحوّل الرقمي وفق أولويات بدأت بالتوقيع الإلكتروني والهوية الرقمية والحكومة الإلكترونية ورقمنة الخدمات والأمن السيبراني.
وزير المال مع فريق عمل الوزارة انتقل من الإستعانة باحتياط مصرف لبنان الى التعاون مع المصرف المركزي، وأيضاً قام بتحسين الموازنة والميزانية العامة والحساب 36 لدى مصرف لبنان. عندما استلمنا في العاشر من أيلول ٢٠٢١ كان حساب الخزينة سلبياً وأصبح اليوم الحساب الخاص بوزارة المال لدى مصرف لبنان يفوق الملياري دولار، إضافة الى ذلك كان احتياط مصرف لبنان بالعملات الأجنبية ما يعادل ٨ مليار دولار وبات اليوم يفوق ال١٠،٤ مليار دولار. وهذا ناتج عن حسن إدارة وزارة المال وعما نتج عن وفر في الميزانية العامة للأعوام ٢٠٢٢-٢٠٢٣-٢٠٢٤.
وزير العدل عمل بصمت على صون القضاء.
وزير الإتصالات أبقى لبنان على تواصل مع الخارج خاصة في الفترة الأولى للحكومة والشح المالي في حينها.
وزير الأشغال والنقل سعى جاهداً لتبقى رئة لبنان الممثلة بالمطار والمرافق نابضة بالحركة، وعمل ضمن ضوابط الموازنة على صيانة الطرق.
وزير التربية أمّن استمرارية التعليم وإجراء الإمتحانات لثلاث سنوات متتالية ومعالجة كل الإضرابات والتعطيل الذي كان يحصل.
وزير الصحة شاهد العالم على حضور الوزارة خصوصاً إبان العدوان الإسرائيلي الأخير.
وزير العمل عمل على التنظيم الإلكتروني للوزارة.
وزير الشؤون الإجتماعية كان دائم السعي لإنجاح مساعدة المحتاجين، لدرجة أنه أصبح معقّباً كل معاملة من أجل إنجازها بأسرع وقت لمساعدة كل محتاج.
وزير السياحة وعلى الرغم من كل العراقيل والتحديات حافظ على صورة لبنان السياحية مطلقاً سلسلة مشاريع أبرزها "مشوار" ونحن بإذن الله سنتابع المشوار يداً واحدة.
وزير البيئة شهد الجميع على عمله في إدارة عملية الإغاثة خلال العدوان الإسرائيلي وخاصة الشفافية في هذه العمليات، وعلى ما قام به لإصدار المراسيم اللازمة بمعالجة ملف النفايات الصلبة.
وزير الإعلام حافظ على رصانة الإعلام الرسمي وفتح آفاقاً إضافية له الى العالم الفرنكوفوني.
وزير الصناعة كان دوماً في طليعة المدافعين عن الصناعة وضرورة إعطاء الحوافز وحماية الصناعيين.
وزير الشباب والرياضة استضاف فعالية "بيروت عاصمة للشباب العربي" وعمل على تحديث القوانين والأنظمة المتعلقة بالشباب والرياضة، وكان لبنان حاضراً في كل الأنشطة الدولية وخاصة في أولمبياد باريس.
وزير الثقافة فتح آفاقاً عدة على الثقافة أهمها طرابلس عاصمة الثقافة العربية.
وزير الزراعة أطلق خطة النهوض بقطاع القمح وقام بإعداد سجل المزارعين.
وزير الإقتصاد كان اسماً على مسمّى، سلاماً في حقيبته.
أما وزير الطاقة فقد قدم أخيراً التعديلات اللازمة للقانون ٤٦٢ في ما يتعلق بتنظيم قطاع الكهرباء على أمل أن نرى الكهرباء قريباً.
يا أهل هذه الدار،
فرحتنا جميعاً وفرحة جميع المواطنين ولبنانيي الإنتشار، أن صار للبنان رئيس للجمهورية بعد شغور طال سنتين وثلاثة أشهر، فاستكمِل عقد المؤسسات الدستورية بإنتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، وهذا ما أراح اللبنانيين جميعاً، وأفرح الدول الشقيقة والصديقة وفتح المستقبل أمام إستقرارات واعدة وإستثمارات مأمولة.
معاً نتمنى لفخامة الرئيس جوزف عون ابن الجنوب وقائد الجيش الذي حمى لبنان وحافظ على منعة الجيش ورفعة كرامته،عهداً ميموناً يستعيد فيه لبنان دوره الريادي وموقعه الطبيعي بين الدول العربية وفي المحافل العالمية.
معالي الوزراء،
كان مريحاً و مُرحَّباً استكمالُ انطلاقة العهد بتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة العهد الأولى، وهو شخصية وطنية ودولية مرموقة ذات بعد حقوقي ودبلوماسي وخلفية ثقافية كبيرة يعتز بها الوطن. ونتمنى لدولة الرئيس سلام كل النجاح في مسيرة النهوض و الإنقاذ، راجين لدولته كل الخير وتشكيل حكومة على مستوى مرحلة التحديات والإنتظارات، مع كامل استعدادنا لدعم مسيرته الوطنية.
هذا عملنا وهذا سلوكنا، وهذا خطنا الذي إنتهجناه بأن ندعم المؤسسات الدستورية ونساعد المسؤولين في كل وقت ومن أي موقع نكون فيه.
ختاماً أشكر تعاونكم وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية، وأن تكون الأيام المقبلة خيراً على وطننا وأهلنا. وشكراً لكم.